عادة ما يطلق تعبير شركة الشركات الناشئة هي الشركات التي أسسها أحد رواد الأعمال والتي غالباً ما تتصف بالإبداع أو الابتكار على تطوير منتج او خدمة جديدة من خلال دراسة احتياجات قطاع معين مع توفر طلب على سد فجوة ذلك الطلب السوقي المحتمل نتيجة القصور في المنتجات أو الخدمات الحالية أو لإنشاء منتجات وخدمات جديدة يحتاجها العملاء ولذلك تمر الشركات الناشئة برحلة طويلة ومليئة بالمراحل والتفاصيل المختلفة عن الكيانات التجارية الأخرى لأنها تبدأ عادة بدون بناءً على فكرة ثم تتطلب تنفيذها تكاليف مرتفعة قد يقابلها إيرادات محدودة ولذلك تتطلب استثمارات للبحث والتطوير وتنمية مشاريعها ولذلك فدائماً يلعب عنصر التمويل وحجمه دوراً حيوياً خلال دروة حياة الشركات الناشئة:

1-تمويل الفكرة ما قبل التأسيس من خلال المؤسسون والأصدقاء والعائلات – تمويل محدود.

2-تمويل مرحلة البذرة من خلال مستثمر مغامر ومقتنع بالفكرة أو المستثمرين الملائكيين – تمويل صغير.

3-جولات التمويل من خلال شركات أو الصناديق الاستثمارية – تمويل كبير.

4-من خلال الطرح بالسوق الثانوي أو الإدراج المباشر بسوق المال أو الاستحواذ من قبل شركة ذات الأغراض الخاصة للإدراج المباشر بالأسواق العالمية أو المحلية وهي عادة ما تكون المرحلة الأمثل للمؤسسين أو المستثمرين بالمراحل السابقة لتحقيق تخارج كلي أو جزئي وتحقيق عائد استثماري كبير.

فهم طبيعة التقييم للشركات الناشئة

تتضمن كل جولة من جولات التمويل عملية تقييم للشركة مليئة بالشكوك والاحتمالات وترتفع بها درجة التعقيد إلى حد ما نظراً لطموح المستثمرين أو المؤسسين والعوامل العديدة المؤثرة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار بداية من قراءة جاذبية السوق للمنتج أو الخدمة بشكل جيد ونموذج التشغيل المتوقع والكفاءات البشرية التي يمكن الحصول عليها عن التأسيس ومسار النمو المتوقع وإستراتيجية التنفيذ ومدى قابليتها للتحقق والعديد من عوامل المنافسة والمقارنة بالصناعة والفترات المتوقعة لحين تحقيق الأرباح.

 

الفرق بين تقييم الشركات الناشئة والشركات الناضجة.

الشركات التي مارست أعمالها لفترة زمنية معقولة غالباً لا تقل عن 5 سنوات غالباً ما يكون استقر نموذج العمل بها ولها تدفقات نقدية مستقرة ولديها قاعدة من العملاء وحصة سوقية ويمكن التوقع بإيراداتها أو التكاليف الرأسمالية خلال فترات مستقبلية معقولة ولذلك تكون عملية تقييم الشركة أكثر وضوحاً.

ولذلك تتغير ديناميكيات العمل بشكل عن تقييم الشركات الناشئة التي ليس لديها تدفقات نقدية مستقرة أو خبرة تشغيلية واضحة مما يؤدى إلى ارتفاع المخاطر حول مشروع التقييم ويتطلب ذلك إتباع نهج متخصص يعالج المخاطر المرتفعة في تلك المشاريع لأن المؤسسون غالباً ما يكون لديهم توقعات بتقييمات مرتفعة في حين أن المستثمرين يفضلون أسلوباً أكثر واقعية يلائم طبيعة الأسواق والتوقعات الواقعية التي تحقق عائداً مناسب على الاستثمار مقارنة بالسوق في حين تظل الشركات الناشئة في مراحل التأسيس والبذرة عند الحد الأدنى من الإيرادات وتفتقد لعوامل الجذب من المستثمرين ويعد تقييمها شديد التعقيد لعدم وضوح المنتج او الخدمة وقدرته على مواجهة السوق والمنافسين الأمر الذي يزيد من الأمر صعوبة عند التفاوض مع المستثمرين الملائكيين وأصحاب رؤوس الأموال المغامرة.

طرق تقييم الشركات الناشئة

تتطلب عملية التقييم الشركات الناشئة دراسة دقيقة للعديد من العوامل بدء من خلفيات وخبرة المؤسسين ونموذج العمل المقترح والتقنيات المستخدمة والسوق المحتمل والقوة التنافسية داخل القطاع والعديد من العوامل الأخرى التي تم تطبيقها من خلال الطرق الأكثر شيوعاً عالمياً لتقييم الشركات الناشئة.

1-طريقة بريكوس

The Berkus Method

 

هي الطريقة التي طورها المستثمر الملائكي ديف بيركوس بناءً على تصور أن شركة ناشئة قد تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار بعد 5 سنوات من التأسيس بتقييم حالي 2.5 مليون دولار للشركة الناشئة من خلال دراسة 5 مكونات رئيسية حيث يتم تقسيم كل منها من صفر إلى 0.5 مليون دولار (0.4 مليون دولار في حالة عدم تحقيق إيرادات) حتى يتم الوصول إلى الحد الأقصى من للقيمة 2.5 مليون دولار عند توافر الـ 5 مكونات الرئيسية:

الفكرة: والتي ما تكون غالباً مزيج من الإبداع والابتكار وتقدم قيمة مضافة للعميل وسوق يمكن تحقيقها بمخاطر مقبولة.

النموذج المبدئي: تصميم واضح لآليات التشغيل المبدئية والتخطيط بشكل واضح لبيئة الأعمال يمنع مخاطر السقوط السريع.

جودة الأداة: خبرات ومؤهلات الإدارة التنفيذية التي تساعدها في التخطيط وابتكار أساليب قياده فعالة لتجنب المخاطر.

العلاقات الإستراتيجية: شبكة العلاقات الاستراتيجية بالسوق وداخل القطاع المستهدف ووجود قنوات للتواصل مع أطراف استراتيجية ذات علاقة بالخدمة أو المنتج يعد من العوامل الهامة لنجاح الشركات الناشئة.

خطط التسويق والمبيعات: استراتيجيات واضحة للتسويق والمبيعات وخطط مرنة ومتنوعة في الوصول والحصول على العملاء يعد ذلك من اهم الأمور الفعالة في نجاح الشركات الناشئة.

تعتبر طريقة بريكوس أداة قوية للتفاوض وتعتمد بشكل كبير على الحكم الشخصي لتقدير المبالغ المخصصة لكل عامل من العوامل الخمسة وغالباً ما يستخدم المستثمرون خبراتهم في التأثير على الوزن المخصص لكل عامل

2- طريقة تقييم بطاقة الأداء

Scorecard Valuation Method

تتضمن طريقة بطاقة الأداء، التي طورها المستثمر الملائكي ورجل الأعمال بيل باين، تعيين درجات وأوزان لمعايير محددة، مما يوفر طريقة منظمة لتقييم إمكانات الشركة الناشئة. تنظر طريقة تقييم بطاقة الأداء إلى جوانب مختلفة من الأعمال، مثل فريق الإدارة، وشراكات التسويق/المبيعات، والسوق المستهدفة والعملاء، والحجم وقابلية التوسع، وما إلى ذلك، وغالبًا ما تعتبر أكثر شمولاً من طريقة بيركوس

يتم تعيين درجة رقمية لكل معيار، عادةً على مقياس من 1 إلى 5، مع كون الرقم 5 هو الأعلى. يمكن إعطاء معايير مختلفة أوزانًا مختلفة بناءً على أهميتها المتصورة. على سبيل المثال، قد يتم تعيين وزن أعلى لفريق إدارة قوي من مرحلة معينة من تطوير الأعمال. ومن ثم، يتم الحصول على النتيجة، والتي يتم قياسها بعد ذلك مقابل تقييم قياسي، يعتمد غالبًا على متوسط ​​التقييم المسبق للشركات الناشئة المماثلة في نفس الصناعة والمرحلة.

غالبًا ما يتم استخدام طريقة بطاقة الأداء جنبًا إلى جنب مع طرق التقييم الأخرى لتوفير فهم أكثر شمولاً لقيمة الشركة الناشئة. إنها مناسبة بشكل خاص للمستثمرين الملائكيين والاستثمارات في المراحل المبكرة حيث قد تكون المقاييس المالية محدودة

 

3- طريقة جمع المخاطر

Risk Factor Summation Method

 

تتضمن طريقة جمع عوامل المخاطر مقارنة شركة ناشئة مع نظرائها من الشركات الأخرى بناءً على 12 عامل للمخاطر، وتحديد تأثير ملف المخاطر الخاص بها على التقييم عادةً ما تؤدي المخاطر المنخفضة إلى تقييم أعلى، في حين أن المخاطر المرتفعة قد تؤدي إلى انخفاض القيمة الإجمالية للشركة الناشئة وتشير النتيجة الإيجابية أو المحايدة أو السلبية في نطاق -2 إلى 2 إلى درجة المخاطر ، حيث تشير -2 إلى نظرة سلبية للغاية وبالتالي محفوفة بالمخاطر، وعلى الجانب الأخر تكون درجة 2 إيجابية للغاية ومخاطر منخفضة ثم يتم بعد ذلك ضرب مجموع القيم برقم ثابت (عادةً 250 ألف دولار) ثم تتم إضافة هذا الخصم أو العلاوة إلى القيمة الأساسية الأصلية للشركات المقارنة للوصول إلى القيمة النهائية للشركة الناشئة كما تساعد هذه الطريقة في تحديد العلاوة/الخصم الذي سيدفعه المستثمر، بدلاً من السعر الأساسي/التقييم الحقيقي(الجوهري).

4- طريقة رأس المال الاستثماري

Venture capital method

 

تركز هذه الطريقة على تقدير العوائد المحتملة للمستثمرين من خلال توقع قيمة الخروج المستقبلية للشركة الناشئة. تفترض هذه الطريقة أن الطريقة الأساسية للمستثمرين لتحقيق العائدات هي من خلال بيع حصتهم في الشركة الناشئة، وغالبًا ما يكون ذلك من خلال عملية استحواذ أو طرح عام أولي

عادةً ما يحدد المستثمرون إطارًا زمنيًا متوقعًا، غالبًا من 5 إلى 7 سنوات، يتوقعون خلالها خروج الشركة الناشئة، أي أن يتم الاستحواذ عليها أو طرحها للاكتتاب العام، ويتوقعون مبلغ “X” من العائدات على استثماراتهم، وهو عادةً مضاعف الأرباح، مثل السعر/الربح، أو القيمة/الربح قبل الفوائد، والضرائب، والإهلاك والاستهلاك.

 

ثم يتم خصم قيمة البيع المتوقعة مرة أخرى إلى يومنا هذا، باستخدام عامل تعديل المخاطر. يحدد المستثمرون معدل العائد المطلوب، مما يعكس المخاطر المرتبطة بالاستثمار وغالبا ما يكون هذا المعدل أعلى بالنسبة للاستثمارات في المراحل المبكرة للتعويض عن المخاطر المرتفعة.

وهذه الطريقة تطلعيه بطبيعتها، وتعتمد على التوقعات والافتراضات حول المستقبل، مما يجعلها حساسة للتغيرات في ظروف السوق وديناميكيات الصناعة.

5- سعر طريقة الاستثمار الحديثة

 (PORI)

Price of recent investment method (PORI)

 

غالبًا ما يتم اعتبار الاستثمار الأخير في الأعمال التجارية بمثابة القيمة الأساسية ومعرفة الأساس التي تم عليه التمويل في المراحل السابقة من عمر الشركة الناشئة وإذا لم تكن هناك تغييرات جوهرية منذ الاستثمار الأخير يمكن أن يوفر أساسًا للتقييم، ولكن لفترة محدودة فقط يمكن استخدام القيمة العادلة التي تشير إليها معاملة حديثة في أسهم شركة الناشئة لمعايرة المدخلات المستخدمة مع منهجيات التقييم المختلفة، إذا كان هناك وقت كاف بين تاريخ المعاملة وتاريخ التقييم.

 

الأخطاء الشائعة عند تقييم الشركات الناشئة

إن تقييم الشركات الناشئة هو عملية موضوعية وذاتية إلى حد كبير، لأنها تحتاج إلى دراسة العوامل الدقيقة لتوليد التدفقات النقدية وجولات التقييمات السابقة وتقييم الشركات الناشئة هو فن بقدر ما هو علم من خلال دراسة وتقييم وتحديد أي الأساليب أو مجموعة من الأساليب التي يجب استخدامها لتقييم الشركة الناشئة بشكل صحيح وأقرب إلى الواقع.

 

المفهوم الخاطئ للقيمة: بالنسبة لمعظم الشركات الخاضعة للتقييم، غالبًا ما يكون التقييم تقييمًا خطيًا – حيث تكتسب الشركة القيمة من خلال النمو في الأرباح وتحقيق الاستقرار. ومع ذلك، فإن الطبيعة الديناميكية للشركات الناشئة تتطلب تقييمًا مستمرًا، حيث لا يبقى أي تقييم دائمًا خلال هذه المرحلة ويتعرض العمل إلى قدر كبير من عدم اليقين، وغالبًا لا توجد نقاط بيانات أو اتجاهات موثوقة في البيانات المالية المتوقعة التي يمكن اختبارها أو التأكد منها.

الذاتية: غالبًا ما تكون توقعات الإيرادات والربحية تخمينية، وهناك درجة عالية من عدم اليقين فيما يتعلق بقدرة الشركة الناشئة على تحقيق توقعاتها المالية يعتمد التقييم في كثير من الأحيان على افتراضات حول معدلات النمو، واختراق السوق، والمشهد التنافسي مما يحقق تحيزاً شخصياً بين المستثمرين، وخاصة اختيار معدل الخصم المناسب..

المبالغة في التركيز على الأرقام: على الرغم من أن الأرقام والإحصائيات تقدم رؤى ثاقبة، إلا أن التركيز عليها فقط يتجاهل الطبيعة الدقيقة لنجاح الشركات الناشئة ولذلك يتوجب التركيز على التنفيذ الفعلي للأعمال على أرض الواقع وما قد تتطلبه كل مرحلة من مراحل الشركة الناشئة وينبغي أن يمتد تقييم الشركة الناشئة إلى ما هو أبعد من الأرقام الصعبة ليأخذ في الاعتبار عوامل مثل مصداقية الأعمال ليوفر نظرة أكثر شمولاً وواقعية.

يتطلب التغلب على هذه التحديات مزيجًا من النمذجة المالية والمعرفة الصناعية والفهم الشامل للخصائص الفريدة للشركة الناشئة. غالبًا ما يتعاون المستثمرون والمؤسسون بشكل وثيق للوصول إلى تقييم يتماشى مع إمكانات نمو الشركة الناشئة وملف المخاطر. يمكن لمقيم الشركات ذي الخبرة أن يساعد المشاريع التي تم تشكيلها حديثًا على التنقل في عالم التمويل والتقييم والاندماج والاستحواذ المعقد، ويساعد على تطوير ثقة المستثمرين في الإدارة باعتباره جهة محايدة تقوم بإبداء رأي مهني بقيمة الشركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *