يتضمن غش واحتيال العاملين بصفة عامة اختلاس وسرقة أموال المنشأة التي يصاحبها أخطاء متعمدة في الدفاتر والقيود المحاسبية المقيدة بالسجلات المحاسبية بواسطة القائمين عليها من أشخاص لإخفاء مثل هذه السرقات والاختلاسات وتعتمد أي منشأة أعمال في العالم بالطبع على متانة وقوة نظام الرقابة الداخلية بها لتخفيض وتقليص وتلاشي احتمال حدوث مثل تلك الاحتيالات والغش ولذا فإن عمل مدقق الحسابات الخارجي يعتمد اعتماداً كبيرا على تقييم نظام الرقابة الداخلية التي تكون المنشأة قد قامت بإعداده بواسطة كوادرها وحسب ما تتطلبه طبيعة عملها ليحدد نقاط الضعف بهذا النظام، ويُرفع كل هذا للإدارة، وتكون النتائج التي حصل عليها من عملية التقييم أساس في إعداد خطة التدقيق التي يجب أن يقوم بتنفيذها على حسابات هذه المنشأة أكثر من ذلك فإنه من المتوقع أن يكشف المدقق مثل هذه الاحتيالات والاختلاسات والسرقات اعتماداً على خبرته ومهارته المهنية، وهذا لا شك يتطلب وعي وإدراك المدقق بالطرق التي يمكن بها ارتكابها فضلاً عن الحفاظ على نزعة الشك المهنية عند أداء مهمته كمدقق، وكثير من الشركات الكبرى والمتوسطة قامت بإنشاء إدارات التدقيق الداخلي المرتبطة بالإدارة وذلك لتدقيق الإجراءات المحاسبية التي تتم في الشركات أولاً بأول والمحافظة على تطبيق نظام الضبط الداخلي المتعلق بالإجراءات المحاسبية المستندية وإعلام الإدارة العليا بأية اختراقات لهذه السياسات والإجراءات مما قلل من هذا النوع من الغش او الاحتيال بواسطة الموظفين وقد بدأ بالظهور في سوق العمل قيام شركات مهنية تقوم بأعمال التدقيق الداخلي للشركات المتوسطة والصغيرة من خلال كادرها المدرب للقيام بهذه الأعمال ويكون هذا الكادر مرتبطاً بالإدارة أو المُلاك مباشرة من حيث توجيه التقارير المطلوبة أو المخالفات الموجودة أو الاقتراحات في تطوير السياسات المحاسبية والسبل الجيدة في التطبيق، ومثال ذلك قيام الكثير من الشركات بدمج مهنة أمين الصندوق بمهنة المحاسب مما يتيح للمحاسب فرصة القيد بالسجلات والقبض للمبالغ النقدية دون مراقبة عليه مما يؤدي في كثير من الأحيان الى نقص في النقدية طرف المحاسب حيث أن المحاسب هو من يقوم بالقبض والتسجيل وعمل التسويات للبنوك والنقدية.

كثير من الشركات تقوم بدمج من يقوم بعملية البيع بالقيام بدور المُحصل للنقدية من العملاء، مما يؤدي في كثير من الأحيان الى إخفاء مبالغ مُحصلة عن الإدارة فترات طويلة دون علم الإدارة بذلك.

عدم رقابة الشركات على المستودعات واعتمادها للجرد الدوري وعدم وجود بطاقات صنف ومستندات الإخراج والإدخال واستلام البضاعة ومطابقتها حسب الأصول للبضائع المستلمة من الموردين يؤدي بالنتيجة إلى نقص بالبضاعة مقصود من قبل العاملين في الشركات (سرقة البضاعة(

بعض صور الاختلاس والتلاعب بواسطة العاملين في الشركات، وسوف نتحدث على حلقات متتالية عن التلاعب في القوائم المالية ومنها:

اختلاس النقدية

اختلاس النقدية ويتم ذلك بعدة طرق منها:-

وفيما يلي شرح موجز لصور هذه الاختلاسات كما يلي:

اختلاس قيمة مبيعات نقدية.

 اختلاس تحصيلات العملاء

ويأخذ هذا الاختلاس صوراً عديدة منها

يعني ذلك أن المبلغ المسدد بواسطة العميل لا يقيد في دفتر النقدية إما كلياً و/أو جزئياً ولا يورد لصندوق المنشأة وإنما يُختلس ويسوى رصيد حساب العميل المدين كما لو أن العميل مُنح خصماً مسموحاً به بقيمة ذلك الرصيد ومثال ذلك:-

عميل لشركة تبيع الأجهزة الكهربائية ذمته مدينة بمبلغ وقدره (10000) دينار أردني عن طريق رجل البيع أو المُحصل تم ما يلي:-

إعلام الإدارة بأن العميل يريد دفع مبلغ (8000) دينار أردني واعتبار أن الرصيد صفر العميل لا يعرف عن هذه الأمور تم ترتيب الوضع ذهب المُحصل وحصَل المبلغ وتم استصدار سند قبض مزيف للعميل بإحدى الطرق التالية:-

يعني ذلك أن المبلغ المسدد بواسطة العميل لا يقيد في دفتر النقدية ولا يورد لصندوق المنشأة وإنما يُختلس، ويسوى رصيد حساب العميل المدين على أنه قد اعتبر ديناً معدوماً وهذه معالجة أخرى من المعالجات المحاسبية (التلاعب) ومثال ذلك:-

أظهرت السجلات المحاسبية لإحدى شركات توزيع المواد الغذائية بأن العميل عبد ربه المحمودي مديناً بمبلغ (1500) دينار أردني وحيث أن الإدارة طالبت التركيز على تحصيل ذمة العميل قام موظف التحصيل بإجراء عملية التحصيل وبلّغ الإدارة بأن العميل قد انتقل من محله ولا يعرف له مكان عمل وقام بنسج قصة من الخيال للإدارة ونسّب بأن يكون هذا المبلغ ديون معدومة تم إجراء القيد المحاسبي اللازم لاعتبار أن الذمة هي ذمة معدومة وأن المبلغ المُحصل أصبح في ذمة المُحصل والمُختلس، (علماً بأن قانون ضريبة الدخل لا يعتبر الديون المعدومة نفقة في سبيل إنتاج الدخل إلا بشروط واضحة في القانون.

يعني ذلك أن المبلغ المسدد بواسطة العميل لا يقيد في دفتر النقدية ولا يورد لصندوق المنشأة وإنما يُختلس ويسوى رصيد حساب العميل المدين على أنه قام برد البضاعة له إلى المنشأة.

أحياناً يكون المحاسب (متلاعب حتى بالألفاظ) يتم قيد المبلغ على أنه مردودات مبيعات و/أو في الجانب المدين للمبيعات حتى لا يظهر رقم تحت بند مردودات مبيعات ولكن يمكن لمدقق الحسابات أو مقدر الضريبة أن يلفت نظره هذا الحساب إن كان ذو أهمية نسبية بالنسبة للمبيعات ويتم دراسته تفصيلياً.

هنا يلجأ المُختلس إلى سداد الرصيد المستحق على أحد العملاء الذين تم اختلاس تسديداتهم عن طريق استخدام المبالغ المُحصلة من عملاء آخرين، وتستمر هذه العملية بصورة متكررة كأن يُحصل من عميل مبلغ ألف دينار يقوم باختلاسها وفي اليوم الآخر من عميل آخر ألفا دينار يقوم بتنظيم سند قبض للعميل المُحصل منه بمبلغ ألف دينار والعميل المُختلس سابقاً المبلغ المُحصل منه ألف دينار وهكذا.

إصدار فواتير شراء صورية

حين يحدث تواطؤ بين موظفي المنشأة وبين أحد الموردين فإن اختلاس النقدية في هذه الحالة يتم عن طريق إثبات فواتير شراء صورية أو بمبالغ أكثر من قيمة البضاعة المستلمة منهم، أو قيد فواتير الشراء مرتين، ويترتب على العمليات السابقة ظهور حساب المورد بأعلى من حقيقته وعند سداد حسابه يُختلس الفرق ويكون ذلك كما يلي:

 التلاعب في الرواتب الأجور

يتم ذلك عن طريق إدراج أسماء وهمية لموظفين في كشوف الرواتب والأجور أو باستخدام فئات أجر أعلى من الحقيقة واختلاس المبالغ المقابلة.

كان ذلك العمل ممكن قبل شمول الضمان الاجتماعي كافة المؤسسات والشركات العاملة حيث لا بد من أن يكون كل من عمل في مؤسسة منتظمة مدة ستة عشر يوم متتالية خاضع للضمان الاجتماعي.

ويكون التلاعب في الأمور التالية:-

تزوير مستندات صرف النقدية أو المصروفات النثرية

ويكون ذلك التلاعب بإحدى الطرق التالية:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *